الرئيس يتفقد مقر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني

تاريخ النشر
الرئيس يتفقد مقر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني
جانب من الزيارة-تصوير ثائر غنايم

رام الله-أخبار المال والأعمال-تفقد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، يوم الأحد، مقر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في مدينة رام الله.

وكان باستقباله، رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء علا عوض، وطاقم الجهاز بجميع تخصصاته.

وأطلعت عوض، الرئيس عباس، على إدارات الجهاز وكيفية عملها، والتعاون مع الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة كافة للاستفادة من الاحصاءات الرسمية الصادرة عن الجهاز في المجالات كافة، إضافة إلى الخطط التطويرية الموضوعة لتطوير عمل جهاز الاحصاء.

وأشاد الرئيس، بعمل جهاز الإحصاء الفلسطيني، والدقة الكبيرة في الاحصاءات الصادرة عنه، والتي يمكن البناء عليها في بناء المؤسسات الفلسطينية العصرية، والتخطيط السليم للاستفادة من الإمكانات الفلسطينية في بناء المستقبل وتوظيف القدرات التوظيف الأمثل، والبيانات والمؤشرات الناتجة عنه في وضع السياسات العامة والخطط التنموية، لتحسين الوضع الحياتي والمعيشي للمواطنين.

وقال: "أتابع عمل جهاز الإحصاء المركزي وأعرف تماما الجهد والنتائج التي يبذلها من أجل رقي وتقدم دولة فلسطين ومنذ أكثر من 3 سنوات طلبت من الأخت علا عوض أن أزورها ومع الأسف لم تتح لي هذه الزيارة خلال هذه الفترة بسبب الانشغال، ولكن كنت دائما حريص على أن أضع هذا الموضوع في برنامجي وذهني للالتقاء بكم لأشد على أيديكم وأقول لكم إن ما تقومون به مفخرة لنا جميعا وأنا أراكم في المقدمة والحمد الله، مضيفا أن الجوائز التي حصل عليها جهاز الإحصاء "هي مفخرة بالنسبة لنا".

وتابع: "هذا ليس غريبا على الشعب الفلسطيني إطلاقا، لأنه لو اتيحت له الظروف فإنه سيقدم إبداعات لا حصر لها، ولكن مع الأسف الشديد أننا نعاني من الاحتلال الإسرائيلي الذي يجثم  على صدرونا منذ أكثر من 70 عاما، ولكن لنا أمل كبير وكبير جدا بأن هذا الاحتلال سينتهي وسيزول إلى مزابل التاريخ إن شاء الله، ويصبح ذكرى سيئة لدينا نقول كان عندنا احتلال، وهذ الدولة الفلسطينية ستكون رمزا لكل الدول العربية رغم أنها الآن تكاد تكون أحد رموز الدول، خاصة في الفترة الأخيرة عندما اخترنا من 134 دولة لنكون رئيسا لمجموعة الـ 77 +الصين، مع أننا لسنا دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وهذه سابقة لم تحصل إطلاقا، أن دولة مراقب تستلم هذه المجموعة وتقودها".

وأردف الرئيس: "لذلك نحن نعول على كل الأجهزة وأولها جهاز الإحصاء ليقدم لنا إبداعاته التي يمكن أن ننشرها لدى 134 دولة، وهذا شيء أن تحصروا آراءكم وتجاربكم وموقفكم لتقولوا هذا ما عملناه، هل يمكن أن يطبق؟ وسيطبق في كل الدول المعنية، وهذا سيكون لنا مفخرة لننهي عام رئاستنا للمجموعة ونحن مرفوعي الرأس، لنقول إننا قدمنا إنجازا وعملا مهما، قدمنا كفاءات لا يعرفها أحد، هذه كفاءات الشعب الفلسطيني".

وقال الرئيس: "أنتم في مقدمة الأجهزة لعمل مهم، أرجو من الآن أن يتم الاتصال بينكم وبين وزارة الخارجية من أجل  أن تقولوا ها نحن ومستعدون لتقديم كل الخدمات وكل المعلومات وكل الخبرات التي نتمتع بها لنقدمها لـ 134 دولة، لا تستغربوا فهناك دولا كثيرة بحاجة لكم وبحاجة لخبراتكم، وأنا شاهدت ديوان الموظفين مثلا كيف أنه يقدم الخبرات لكبار موظفي الدول، وهذا يدل على أن هذه الدولة الصغيرة الناشئة التي لم تصبح دولة بعد قادرة أن تعلم أولئك الذين مضى عليهم سنوات كبيرة، وهم يتمتعون بالاستقلال، إذا هذا الشعب قادر على أن يفعل الكثير".

وأضاف: "هناك مشاكل نعاني منها ولكنها ليست مشاكل مستعصية رغم أنها كبيرة وخطيرة، ولكن الإيمان بالله أولا ثم بإرادة هذا الشعب ستجعلنا نتجاوزها، وعلى رأسها أولا المعضلة مع الولايات المتحدة،

وقال الرئيس: "نحن لا نحب أن ندخل في صراع مع أي دولة ولا نحب الخلافات مع أي أحد ولكن إذا مست أساسياتنا فنحن جاهزون للتصدي، وعندما تقول الولايات المتحدة إن القدس عاصمة لدولة إسرائيل هذا خط أحمر ولا يمكن أن نقبل بتجاوزه إطلاقا، لذلك قلنا كلمة نحن نقطع علاقتنا مع الإدارة الأميركية ما دامت اعتبرت أن القدس هي العاصمة وما دامت ألغت موضوع اللاجئين  وما دامت شجعت الاستيطان وألغت الحدود فنحن لا علاقة لنا بهم، وإذا تراجعت فأهلا وسهلا بهم".

وأردف: "رغم أن كل القيادة الإسرائيلية هنا كانت تمارس كل أنواع الإرهاب ضدنا إنما نحن أيضا صامدون، والمشكلة الأخرى مع الإدارة الإسرائيلية التي تعمل على الحيلولة دون الوصول للاستقلال، طبعا هناك أفكار يمينية لدى الإسرائيليين أو لدى الصهاينة أن الدولة الفلسطينية يجب أن لا تقوم، ونحن أصحاب حق وهذا الحق أعطتنا إياه الشرعية الدولية لدينا 720 قرارا في الجمعية العامة ولدينا 86 قرارا في مجلس الأمن، أي قرار نأخذه ونقبل به فهو يعطينا حقنا ومع ذلك فأميركا وإسرائيل ترفضان هذا وما زال الصراع قائما معهم وسيطول، ولا أقول لكم إنه قصير الأمد، ولكن أقول سينتهي متى، بمقدار العزيمة التي نتمتع بها وبمقادر الصبر والصمود في أرضنا."

وتابع: "نحن ارتكبنا خطأين في التاريخ، الخطأ الأول عام 1948 عندما خرجنا من أرضنا والخطأ الثاني في 1967 عندما خرجنا، نحن لن نخرج من أرضنا سنبقى هنا إلى ما شاء الله، حتى نحقق النصر وأنا متأكد أنه  سيأتي ولكن يحتاج إلى وقت".

وفيما يتعلق بالمصالحة الوطنية، قال الرئيس: "هناك قضية مع أشقائنا في حماس في غزة وإن شاء الله تنتهي هذه الغمة بيننا وبينهم، وكل ما نطلبه أن ننفذ الاتفاقات بيننا وبينهم، والاتفاق الأخير الذي حدث عام 2017 برعاية مصرية، وما قبله عشرات الاتفاقات لم يكتب لها النجاح، ولكن آخر اجتماع وآخر لقاء كان في 2017 واتفقنا أن تستلم حكومة الوفاق الوطني العمل في غزة والضفة، ونريد إجابة، والانتخابات معروف أننا أجرينا أكثر من انتخابات في 1996 وفي عام 2006 وكانت انتخابات نزيهة تضاهي ما يجري في سويسرا، أو في السويد أو في أي بلد في العالم، لأننا نحترم رأي المواطن ونحافظ عليه، والدليل على ذلك عندما نجحت حماس في 2006 سلمناها السلطة فورا، ولكن انقلبوا على أنفسهم، رئيس الوزراء ينقلب على نفسه ويجلس في قطاع غزة على أمل أن تشكل دولة، وأقول لن تكون هناك دولة في غزة  ولا تكون دولة دون غزة، ليفهم الإخوان هناك ويفهم كل العالم أن أرضنا أرض فلسطينية واحدة وعلى رأسها القدس، وبالتالي أي تجاوز للقدس وأي محاولة لإبعاد القدس خط أحمر لا يمكن أن نقبل به إطلاقا".

وتابع الرئيس: "بناء عليه قررنا بصراحة أنه بالنسبة لأميركا قلنا إننا لن نستمر بالعلاقة طويلا معهم خاصة فيما يتعلق بالمؤسسات الدولية التي أتاحها لنا دخولنا للأمم المتحدة، يعني عندما دخلنا للأمم المتحدة أصبح لدينا الحق بالانتماء إلى 522 منظمة دولة، ونحن للآن انتمينا إلى 122  وسائرون، وهذه ربما تؤذي البعض لكن نحن سنستمر بها، وبالنسبة لإسرائيل نقول لهم يوجد اتفاقات بينا وبينكم بدءا من أوسلو إلى يومنا هذا، وإذا رغبتم سنستمر في العلاقة على أسس صحيحة وقانونية وإلا فسنتخلى عن هذه الاتفاقيات، وأولها اتفاق باريس الذي ناقشناهم فيه طويلا ورفضوا في البداية أن يجري أي تعديل عليه ولكن الآن قبلوا من حيث المبدأ أن نجلس ونناقشه،  إذا قبلوا أهلا وسهلا وإذا لم يقبلوا هناك اتفاقيات أخرى سنتعرض لها، وكذلك بالنسبة لأشقائنا في حماس بعد أن أجرينا الاتفاقيات وتخلوا عنها".

وقال: في موضوع المجلس التشريعي الذي انتخب في 2006 إلى يومنا هذا ولم يفعل شيئا،  لذلك لا بد من إجراء انتخابات تشريعية وقررنا إجراء انتخابات تشريعية وكلفنا الدكتور حنا ناصر ليذهب ويجري مناقشات مع مختلف شرائح الشعب الفلسطيني حتى يرى ما هي الطريقة لإجراء انتخابات، شريطة أن تشمل غزة والقدس ومجرد أن يصل إلى نتائج ستجري الانتخابات، ومن ينجح يستلم البلد بلا  أدنى نقاش، وكما حدث في 2006 عندما نجحت حماس وبعد دقيقة واحدة اتصلت بإسماعيل هنية وقلت له مبروك شكل الحكومة.