’صلتك’.. عشرة أعوام من الإنجازات المتراكمة والمستدامة

تاريخ النشر
’صلتك’.. عشرة أعوام من الإنجازات المتراكمة والمستدامة
صورة أرشيفية من حفل الإطلاق الرسمي لبوابة "فلسطين تعمل" عام 2017

رام الله–الحياة الاقتصادية- ابراهيم ابو كامش- تمكنت مؤسسة "صلتك" بعد عشر سنوات في مكافحتها البطالة والتطرف وتهميش الشباب والمرأة، من خلق فرص عمل وتوظيف اكثر من مليون شاب وشابة في 17دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا، من بينها اكثر من 12 الف وظيفة في فلسطين. وتطمح صلتك إلى توفير ملايين الوظائف من خلال تعاونها وشراكاتها مع اكثر من 300 شريك من القطاعات الحكومية والخاصة والاكاديمية والمالية والمجتمع المدني والمنظمات الاهلية المحلية والدولية، والتي كان لها مساهمات فاعلة ومؤثرة (عينية ونقدية) في تمويل برامج "صلتك“ المبتكرة في توظيف الشباب، وتوجيه وتدريب عشرات الآلاف من الشباب والشابات عبر برامجها المبتكرة والمتمثلة في: تطوير وريادة المشاريع، والتوظيف، والسياسات والبحوث.
عشر سنوات في مكافحة البطالة والتطرف 

تقول الرئيسة التنفيذية لمؤسسة صلتك الأستاذة صباح الهيدوس::“نعتبر فلسطين من دول العمليات المهمة لنا حيث ندرك مدى الصعوبات والتحديات التي تواجه الشباب هناك بسبب الظروف الاقتصادية والأوضاع السياسية. وإيماناً منا بقدرات الشباب الفلسطيني، بدأنا العمل في فلسطين عام 2011 من خلال عدد من شركائنا المحليين الذين نعتز بهم وقمنا بتنفيذ عدد من البرامج مثل بوابة "فلسطين تعمل"، التي تساعد في تأهيل الشباب لدخول سوق العمل وربطهم بالوظائف، الأمر الذي يمكنهم من المشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمجتمعاتهم".
وتضيف الهيدوس:""نؤمن أن تمكين الشباب اقتصاديا واجتماعيا وتزويدهم بالمهارات والأدوات اللازمة لسوق العمل سيساهم في استقرار المجتمعات لأن الشباب هم القوة المحركة للتنمية. وخلال عشر سنوات ساهمت صلتك في تغيير حياة أكثر من مليون شاب وشابة في ١٧ دولة من خلال توفير الوظائف لهم ونسعى إلى وضع قضايا تمكين الشباب في أولوية الأجندة الدولية للعمل التنموي، تماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة وأجندة الأمم المتحدة للشباب ٢٠٣٠".
مبادرات ومشاريع صلتك في فلسطين 
نجحت مؤسسة "صلتك" خلال سبع سنوات من انطلاقة عملها في فلسطين عام 2011 وحتى نهاية 2018، في دعم وتمويل 19 مشروعا ومبادرة بالشراكة مع 15 مؤسسة ومنظمة محلية واقليمية ودولية، تمكنت خلالها من توفير اكثر من 12 الف فرصة عمل دائمة ومؤقتة للشباب الفلسطيني وتدريب آلاف الطلبة والمستشارين والمدربين على المهارات الحياتية والتقنية والمهنية لتمكين وتعزيز فرص العمل بينهم.
قصص نجاح
بعد سنوات من المعاناة وضنك العيش بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التى انعكست على اسرتها، التحقت الشابة وسام عبد الكريم فضالة من محافظة جنين التي تبلغ 25 عامًا، خريجة الحقوق والقانون من جامعة النجاح الوطنية عام 2015، بمشروع "تحسين وتطوير وتعزيز قدرات 1000 شابة في مجال التصنيع الغذائي" الممول من مؤسسة صلتك وبتنفيذ من اتحاد الصناعات الغذائية الفلسطينية في محافظة جنين، ما مكنها من تطوير منتج ومصنع للمنتجات التقليدية من الزعتر والاجبان والمخللات والعصائر الطبيعية في منزلها، وخلق فرص عمل لأفراد عائلتها وتوفير مصدر دخل لهم، واصبحت موردا أساسيا لجمعية ثمار النسوية للتصنيع الغذائي لبعض المنتجات، وحاليا تتعاقد مع جمعيات جديدة لتزويدها بالمنتجات، وتعمل على تأسيس معمل صغير ومميز لصناعة المنتجات الغذائية.
والشاب رامي الخروبي30 عاما من غزة، سجل قصة نجاح ثانية, بإعادة إحياء وتشغيل شركة والده في مجال الدهانات التي اغلقت بسبب الحصار، بعد حصوله من مؤسسة فاتن وبدعم من مؤسسة صلتك،على قرض قيمته 3200 دولار.
يقول الخروبي:"بعد اعادة تشغيل شركتنا، حصلت على عديد المناقصات والعطاءات والمشاريع صغيرة، ومع تحسن دخلي وبمساعدة إثنين من العمال الذين قمتم بتشغيلهم، استطعت من استكمال دراستي الجامعية وأيضا تمكنت من إعالة أسرتي بما يوفر لهم الحياة الكريمة".
أما ثائر برماوي من مخيم برج الشمالي في جنوب لبنان، فيقول:"بعد أربع سنوات متواصلة من العمل الدؤوب واكتساب الخبرة، قررت فتح محل احذيه صغير داخل المخيم وحتى يتميز بتنوع بضائعه ويواكب الموضة ومتطلبات الزبائن، قررت الاستفادة من قرض الجمعية اللبنانية للتنمية (ضمن برنامج التمكين الاقتصادي للاجئين الفلسطينيين والذي تنفذه مؤسسة فلسطين للتنمية - وصندوق الاستثمار الفلسطيني وبدعم من مؤسسة صلتك وشركاء اخرين) بقيمة 3000 دولار". 
ويتابع ثائر: "كلما كان الجهد والسهر يضنيني كانت صورة مستقبل اولادي تشحذ همتي، وأصبح محل البرماوي مقصدا للكثيرين من السكان مما دفعه لتوظيف سيدة من اسرة فقيرة من المخيم، كانت تبحث عن فرصة عمل منذ زمن لتلبية حاجات أطفالها".
تمكين الشباب اقتصاديا
وفي هذا السياق، يقول مدير مؤسسة "صلتك" في فلسطين حسام قرادة: "نعمل على تمكين الشباب اقتصاديا ومساعدتهم على تنمية مشاريع مدرة للدخل من خلال تسهيل وصولهم الى الموارد المالية، عبر ما تقدمه"صلتك" من دعم تقني وأنواع مختلفة من أدوات التمويل المبتكرة لمساعدة مؤسسات التمويل الأصغر والمؤسسات المالية الأخرى في تصميم وتسويق منتجات قروض موجهة للشباب، وتنفيذ برامج تدريبية لمسؤولي الاقراض والائتمان، وتطبيق أفضل الممارسات بما يعود بالنفع على الشباب والمؤسسات المالية على حد سواء". 
وتابع: "تعمل "صلتك" على دعم المشاريع متناهية الصغر بالتركيز على الشباب الأشد احتياجًا من خلال تقديم القروض، ضمانات القروض، وكذلك التأهيل والتدريب وتسهيل فرص العمل وتجسير الفجوات ما بين الحياة العلمية والعملية من خلال عدة برامج تتماشى مع متطلبات الشباب، كما تعمل على دعم الشباب من الجنسين من خلال برامجها دون تفرقة، بالاضافة الى تطوير بعض المشاريع لتمكين النساء على نحو خاص".
ومن اهم مشاريع التمكين الاقتصادي التي تم تنفيذها في فلسطين مشروع "ابدا معنا شباب" المنفذ من قبل مؤسسة "فاتن" للإقراض، ومشروع التمكين الاقتصادي للاجئين الفلسطينيين في لبنان والمنفذ من قبل مؤسسة فلسطين للتنمية التابعة لصندوق الاستثمار الفلسطيني ومشروع توفير القروض لدعم المشاريع الشبابية الناشئة الصغيرة بالشراكة مع "المؤسسة الأوروبية الفلسطينية لضمانات القروض" وغيرها من المشاريع المهمة
"إبدأ معنا شباب"
ويرى مدير عام مؤسسة فاتن للتنمية والإقراض أنور الجيوسي، ان شراكة "فاتن" مع صلتك بدأت مطلع عام 2017 من خلال البرنامج التمويلي "إبدأ معنا شباب"، الذي صُمّم ليستهدف الفئة العمريّة بين (18- 35 سنة)، بتمويلات لمشاريعهم الصغيرة المبتدئة أو القائمة بمبالغ متنوعة تصل في أقصاها الى 5000 دولار، استفاد منه ثلاثة آلاف مقترض شباب وشابات عملوا على تأسيس مشاريعهم الخاصة أو تطوير وتوسعة القائمة، وساهموا في خلق فرص عمل إضافية لما يزيد عن 1100 موظف وعامل.
ويطمح الشركاء، في مؤسستي "فاتن" و"صلتك" إلى إطلاق مُنتج إقراضي يُصمم في برنامج يستوعب المزيد من الفئات مستقبلاً، منها برامج مخصصة للنساء، وذوي الاحتياجات الخاصة، والطاقة الخضراء، وغيرها ما يُمكن استهدافه بالتنمية الاقتصادية، وتوسيع قاعدة الشرائح الشبابية والمجتمعية عمومًا، لدعم المبادرات الريادية والمشاريع الشبابية بشكل متواصل.
مشروع التمكين الاقتصادي للاجئين الفلسطينيين في لبنان
ويؤكد مدير عام مؤسسة فلسطين للتنمية التابعة لصندوق الاستثمار الفلسطيني جمال حداد، على ايجابية تجربتهم مع "صلتك" في دعم وتمويل المشاريع التي تمكن الفئات المستفيدة وخاصة الشباب من الجنسين في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
يقول حداد: "التجربة بحد ذاتها ايجابية، لأنه مهما عملنا وضخخنا منحًا او قروضًا مالية لتمويل البرامج والمشاريع التمكينية للشباب او اي نوع من العمل لللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، يبقى دائمًا منقوصًا وعاجزًا مقارنة مع متطلباتهم واحتياجاتهم الحياتية هناك، وبالتالي أي جهد مبذول او عمل له اثره الايجابي هناك، خاصة إن تم تنفيذه بأفضل وانسب الطرق الفعالة داخل المخيمات".
ويرى حداد، انه يمكنهم مضاعفة برنامجهم المشترك مع صلتك رغم ان الحاجة اكبر بعشرة اضعاف من امكانيات البرنامج الذي تخطى 3 آلاف مشروع، واستفاد منه آلاف اللاجئين الفلسطينيين في كافة المجالات والقطاعات الحرفية والورش الصناعية والخدماتية والتجارية وغيرها من المشاريع الصغيرة.
الوصول الى الوظائف والتدريب والتوجيه المهني
ويؤكد المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة، الشريك الرئيس لمؤسسة صلتك في فلسطين أن "شارك" نفذ بالشراكة مع "صلتك" عددًا من المشاريع الشبابية الهادفة الى تأهيل نخبة من الشباب الفلسطيني لسوق العمل من خلال سلسلة أنشطة وفعاليات صممت خصيصًا لصقل مهاراتهم الحياتية المختلفة على المستويات الشخصية والمهنية والاجتماعية، بما يعزز التنافسية لديهم ويفتح آفاقهم نحو مستقبل واعد، ويتيح لهم امكانية الوصول الى الوظائف وفرص التدريب والتوجيه المهني، وتوفير عدد من المنصات التكنولوجية المبتكرة، وبناء قدرات المؤسسات المحلية، والربط المباشر بين اصحاب العمل والشباب الباحثين عن العمل.
ويقول زماعرة: "من أبرز تلك المشاريع والبرامج المشتركة، برنامج "تميز" لتأهيل نخبة من الشباب الفلسطيني الجامعي لسوق العمل ومنصة "فلسطين تعمل" والتي ساعدت الاف من الشباب الفلسطينيين من تحسن مهاراتهم واكتشاف قدراتهم والحصول على فرص العمل. ومن الجدير بالذكر ان منصة "تعمل" تم اطلاقها بالشراكة ما بين مؤسسة صلتك وشركة مايكروسفت العالمية وتم تطوير منصات لتعمل في عدد من الدول العربية ومن ضمنها منصة "فلسطين تعمل" والتي تم اطلاقها عام 2014. 
ومن المشاريع الأخرى المهمة التي جرى تنفيذها في فلسطين مشروع "تمكين مهني" بالشراكة مع مركز "التمكين الاقتصادي"، والذي يهدف الى تمكين وتعزيز فرص العمل بين صفوف خريجي مراكز التدريب المهني، ومشروع "سلامة" والذي هدف الى تنفيذ برنامج صقل مهارات وبناء قدرات المهندسين والعمال والمراقبين في مشاريع إعادة عمار قطاع غزة في مجال الأمن والسلامة المهنية والمنفذ من قبل الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة وبالتنسيق مع "اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة". وأيضا الشراكة مع "مؤسسة التعاون" للمساهمة في بناء قدرات الشباب المستفيدين من برنامج "وجد" لدعم الشباب الايتام في غزة المتضررين من حرب عام 2014 على غزة والممول من قبل صندوق قطر للتنمية كممول رئيس، ومساهمة بنك فلسطين وصندوق الحاج هاشم الشوا للوقف الخيري وبتنفيذ واشراف مؤسسة التعاون.
ومن الجدير بالذكر ان "صلتك" هي مؤسسة تنموية دولية تم تأسيسها بمبادرة من سمو الشيخة موزة بنت ناصر وتعمل على تمكين الشباب ومكافحة الفقر من خلال توفير فرص العمل للشباب والشابات، وتعزيز ريادة الأعمال، وإتاحة المجال أمام الشباب للوصول إلى رؤوس الأموال والأسواق، والمشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وسوف تسجل صلتك نجاحها في توفير أكثر من مليون وظيفة للشباب خلال ملتقى عالمي رفيع المستوى سيتم تنظيمه في جنيف بسويسرا في الرابع من شهر آذار القادم بعنوان: تمكين الشباب، النهوض بالمجتمعات، ويعقد الحدث بحضور ومشاركة شخصيات بارزة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الأممية المعنية بالتنمية الإجتماعية والإقتصادية وكبار الشخصيات الدولية المؤثرة والمؤسسات المالية والجهات المانحة ورواد الأعمال وممثلي عدد من الحكومات وشركاء صلتك المحليين والإقليميين في الدول التي تعمل بها صلتك.
وستبرز "صلتك" ايضا ضمن هذا الحدث مسيرتها الهادفة لتمكين الشباب وتحقيق أحلامهم بالحصول على العمل اللائق والعيش الكريم، لأهميته في دفع عجلة الاقتصاد وتعزيز الأمن والنهوض بالمجتمعات، كما ستعلن خلاله عن خططها المستقبلية والتزامها بتأمين ملايين الوظائف للشباب والذي يمكنها تحقيقه من خلال تأسيس الشراكات وتوحيد الجهود الدولية في سبيل توظيف الشباب.