مؤسسات القطاع السياحي في غزة .. الركود سيد الموقف

تاريخ النشر
مؤسسات القطاع السياحي في غزة .. الركود سيد الموقف
مصطافون في أحد فنادق غزة-أرشيف رويترز

غزة-الأيام-إسلام أبو الهوى-يعاني القطاع السياحي في قطاع غزة من ركود حاد رغم الجهود التي تبذلها المؤسسات السياحية المختلفة.

ومن خلال جولة سريعة على المرافق والمنشآت السياحية يتبين مدى الركود الذي يعانيه القطاع السياحي بعد تدهور الوضع الاقتصادي حيث تخلو الفنادق والمطاعم السياحية من الحجوزات والزبائن وحتى المرتادين القلائل الذين كانوا يشكلون في وقت سابق دخلاً محدوداً.

واضطر العديد من القائمين على هذه المنشآت الى تسريح العاملين فيها والتوقف عن تقديم بعض الخدمات او تنفيذ أنشطة ترويجية وترفيهية.

ويؤكد وديع المصري المدير العام لفندق المشتل ان الأوضاع المادية الصعبة للمواطنين اثرت على حركة الاقبال على المنشآت السياحية جميعها دون استثناء لافتا الى ان المواطنين في غزة يكادون يوفرون الاحتياجات الأساسية لهم ولأسرهم .

وقال: "ان فندق المشتل تأسس في بداية أواخر التسعينات بتصنيف 5 نجوم يقدم كافة الخدمات السياحية وشهد فترات نشطة لكنه الآن يعاني من تراجع بسبب الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة".

وأوضح المصري في حديث لـ "الأيام" ان الفنادق في غزة تشهد حركة نشطة في العدوان الإسرائيلي الذي تنشط فيه حركة الوفود الأجنبية او في زيارات مجلس الوزراء مبينا انه في الوقت الحالي الحركة الوافدة شبه معدومة.

ولفت إلى ان عمل الفندق يقتصر على عقد الورش والمؤتمرات للمؤسسات الدولية التي أيضا تراجع عملها من باب ترشيد الاستهلاك مشيرا الى ان إدارة الفندق ارتأت تقليص المصاريف من اجل الحفاظ على استمرارية الفندق.

وزاد: "نحن الآن نقدم خدمة بما يتناسب مع وضع المواطن ورغم استمرار العروض المغرية الا ان الحركة شبه متوقفة.

وتطرق المصري بالحديث عن فندق بلو بيتش الذي يضم نفس الإدارة المحلية لفندق المشتل قائلا:" أنشئ هذا الفندق في عام 2010 بعد توقعات بإتمام المصالحة الفلسطينية وتحسن الأوضاع بمختلف اشكالها حيث يتكون من 5 عمارات مختصة لعقد ورش العمل وقاعة افراح الى جانب 6-7 شاليهات بكامل الجهوزية لكن الأوضاع المادية للمواطن الغزي جعلت من هذه المنشأة السياحية على حافة الموت.

وتابع: "خلال فترة الصيف تم عرض الكثير من العروض المخفضة والمفاجآت لكن حجم الإقبال كان دون المتوقع".

وأكد المصري أن استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة ينذر بتدمير القطاع السياحي الذي يعتمد بشكل أساسي على المواطن الغزي بسبب توقف السياحة الخارجية وتقييد حركة المعابر منوهاً إلى ان القطاع السياحي من اهم القطاعات التي تلعب دورا هاما في عملية التنمية الاقتصادية لفلسطين.

من جهته، قال المحلل الاقتصادي معين رجب ان النشاط السياحي من الأنشطة الهامة والمدرة للدخل واللازمة لتحقيق منافع الاقتصاد الوطني الفلسطيني معتبرا ان السياحة الداخلية تأتي في طليعة الأنشطة المدرة للعملات الصعبة والتي تحرص عليها مختلف بلدان العالم وبشكل خاص في فلسطين التي تعاني تراجعا واضحا في حركة السياحة الداخلية.

وأضاف في حديث لـ "الأيام" ان فلسطين تتمتع بأماكن سياحية خاصة منها في الضفة الغربية التي تتمتع بانفتاح على العالم الخارجي موضحا ان الحصار المطبق على قطاع غزة وتقييد حرية التنقل أثر بشكل كبير على حركة السياحة بشكل واضح.

وأشار الى ان الوفود التي تأتي الى قطاع غزة قليلة الا في المناسبات والحروب مبينا ان النشاط في الحركة السياحية لحظي وغير مستقر.

وأكد رجب ان الأوضاع الاقتصادية من حيث نقص السيولة النقدية أثرت بشكل كبير على رغبة المواطنين في الترويح عن انفسهم لافتا الى انهم بالكاد يوفرون الاحتياجات الأساسية.

وطالب رجب صناع القرار بضرورة إيجاد حلول سريعة من أجل انقاذ ما تبقى من المنشآت السياحية قبل ان تعلن افلاسها وتغلق أبوابها.