الرئيس يفتتح قسم علاج أمراض الدم والأورام في المستشفى الاستشاري العربي

تاريخ النشر
الرئيس يفتتح قسم علاج أمراض الدم والأورام في المستشفى الاستشاري العربي
جانب من قص شريط افتتاح القسم-تصوير ثائر غنايم

رام الله-أخبار المال والأعمال-افتتح رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، اليوم الثلاثاء، قسم علاج أمراض الدم والأورام في المستشفى الاستشاري العربي بحجم استثمار بلغ 4 ملايين دولار، كجزءٍ من استراتيجية وطنية لتوفير الخدمات الطبية، وخاصةً لمرضى السرطان، في الوطن.
وتجول الرئيس في القسم الجديد الذي جرى تجهيزه بكافة الأجهزة الطبية الحديثة لعلاج أمراض الدم والأورام.

وعقب الجولة، قال الرئيس عباس: "ما شاهدناه اليوم في هذا المستشفى العظيم أمر يدعو للفخر والاعتزاز، ويدعو للأمل بمستقبل أفضل".
وأضاف الرئيس، لو أتيحت لنا الظروف سنكون كبقية الشعوب إن لم نكن أفضل لأن لدينا القدرات والامكانات التي نقدمها لهذا الشعب العظيم.
وتابع، ما شاهدناه من أقسام خاصة بعلاج أمراض السرطان وغيرها، أمور تدعو للاعتزاز، وندعو الله أن نكون قادرين على علاج مرضانا في مستشفياتنا الفلسطينية، في بلدنا، وليس في أي بلد آخر.
وقال الرئيس، عندما تتوفر كل الظروف والإمكانيات كما يحدث حاليا، سنكون قادرين على استيعاب كافة مرضانا، ونحن الآن بصدد بناء مستشفى خالد الحسن لعلاج الأورام وأمراض الدم، ونأمل أن يكون هذا قريبا لمعالجة المرض الخبيث، لأن ما نعانيه من هذا المرض فعلا كثير، ومرضانا الآن يذهبون للعلاج هنا أو هناك.

وأضاف، ما شاهدناه اليوم يؤكد أننا بدأنا السير على الطريق الصحيح، ومن سار على الدرب وصل، ونحن مستمرون لنكمل المشوار ونبني مؤسساتنا الفلسطينية.

ويأتي افتتاح قسم علاج أمراض الدم والأورام في المستشفى الاستشاري العربي، إحدى شركات محفظة الاستثمار لدى صندوق الاستثمار الفلسطيني، استكمالاً لجهود الصندوق وشركائه في هذا الإطار، بالإضافة إلى استمرار جهود الصندوق مع مؤسسة خالد الحسن لتطوير مستشفى خالد الحسن لعلاج أمراض السرطان وزراعة النخاع. ويعكس تدعيم جهود وسياسة وزارة الصحة والتي كان آخر مخرجاتها قرار وقف التحويلات الطبية للمستشفيات الإسرائيلية وترشيد الاستهلاك دون المساس بحقوق المواطنين في العلاج.

وقال رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى "إن افتتاح القسم يمثّل رسالة قوية بأننا في دولة فلسطين قادرون أن ننجز، وأن نقدم الخدمات والبدائل عن الخدمات الاسرائيلية، لما فيه من فوائد مالية واقتصادية، وليس فقط سياسية"، مشيرًا الى أن "كوادرنا البشرية موجودة في خدمة شعبنا".

وأضاف: "كانت التحويلات للخارج، وخاصة لإسرائيل، تكلفنا خسائر مالية كبيرة، فضلا عن المعاناة الاقتصادية والانسانية، واليوم نستطيع أن نقول بأن الخدمة ستكون متوفرة بشكل ممتاز وعال، وبدون معاناة السفر والتنقل للشخص المريض أو لعائلته، بالتالي نقدم حل ممتاز ومتكامل للمواطن الفلسطيني".
وأوضح بأن افتتاح القسم يعد جزءًا من منظومة وطنية، نطوّر من خلالها لموضوع معالجة السرطان بشكل عام، حيث يوجد في مستشفى المطلع في القدس قسم لعلاج مرضى السرطان، خاصة لأهل القدس، وجزء كبير من أهلنا في غزة يأتون للعلاج فيه، لافتاً إلى أن الهدف الأكبر والأسمى أن نبني مستشفى خالد الحسن للسرطان الذي يجري العمل والتحضير له، وبالتالي نؤسس لمنظومة وطنية صحية متكاملة، سواء في موضوع السرطان أو غيره لتقدم اضافة لما هو موجود.

كما يتكامل افتتاح هذ القسم مع الخدمات المقدّمة حالياً في الوطن وفي شبكة المشافي المتوفرّة، كما أنه يتناغم مع الخطط الجاري العمل على تنفيذها، بما في ذلك العمل على إقامة مركز خالد الحسن لعلاج أمراض السرطان وزراعة النخاع.

وتشمل استراتيجية صندوق الاستثمار الفلسطيني القائمة على "التأثير" أولوية الاستثمار في القطاع الصحي والذي يشكّل مكوناً أساسياً من مكونات توطين الخدمات المقدمة لأبناء شعبنا على أعلى المستويات، ولبنةً إضافية في تحقيق الانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال.

يأتي افتتاح هذا القسم كجزء من استراتيجية المستشفى الاستشاري العربي للتكامل مع الخدمات الموجودة، وكمرحلة أولى حيث ستشمل المرحلة الثانية إنشاء مبنى متخصص لمعالجة أمراض السرطان وزراعة النخاع يقدم كافة الخدمات المتعلقة بهذه العلاجات بحجم استثمار متوقع أن يصل إلى 30 مليون دولار أمريكي.

ويقدم قسم علاج أمراض الدم والأورام خدماته التشخيصية والعلاجية للمصابين بأمراض الدم وأمراض النخاع العظمي وكذلك أمراض الأورام بكافة أنواعها من خلال نخبة من الكفاءات الطبية المتميزة في هذا المجال. 

ويتخصص القسم في توفير خدمات الرعاية المتقدمة والشاملة لجميع مرضى السرطان، بما في ذلك مرضى العيادات الخارجية، المرضى الداخليين، وحالات الرعاية اليومية والحالات الطارئة، وبأعلى معايير الرعاية الطبية في هذا المجال.

ويضم القسم: سرطان الدم والأورام الليمفاوية، تشخيص الأورام الخبيثة المخبرية والشعاعية، زراعة النخاع العظمي (زراعة الخلايا الجذعية)، العلاج الكيماوي اليومي وإدخال العلاج الكيماوي، العيادات التخصصية الخارجية، المعالجة الجراحية للأورام، معالجة الألم وتوفير رعاية الأعراض لمرضى السرطان (دعم وتلطيف).

كما يحوي قسم العلاج اليومي على 36 كرسيًا، وقسم زراعة النخاع على 4 أسرّة و4 أسرّة عزل، وقسم الأورام على 15 سريراً و4 أسرّة عزل.

وتفيد الاحصائيات بأن 2536 حالة جديدة من السرطان سجّلت في فلسطين في العام 2018 بنسبة زيادة سنوية وصلت إلى 5.7%؛ حيث تعتبر أمراض السرطان ثاني أكبر مسبب للوفاة في فلسطين.

وبلغ عدد حالات التحويلات الطبية الخارجية العام الماضي حوالي 95 ألف حالة، بتكلفة على خزينة الدولة وصلت إلى 430 مليون شيكل.

وبلغت نسبة أمراض السرطان وزراعة النخاع من هذه الحالات 26.7%، ولكن بتكلفة إجمالية حوالي 200 مليون شيكل، أي بما يعادل 50% من قيمة التحويلات الإجمالية. في حين كانت التحويلات من وزارة الصحة موزعة بنسبة 84% إلى المشافي الفلسطينية بما يشمل مدينة القدس، و15% إلى المشافي الإسرائيلية و1% خارج فلسطين.

يذكر أن استثمارات صندوق الاستثمار الفلسطيني في قطاع الخدمات الصحية تتمثل في: شركة المجمع الطبي العربي التخصصي، وهو شركة مساهمة خاصة تأسست في مدينة نابلس عام 1997 تدير وتستثمر في عدد من المستشفيات الرائدة في القطاع الصحي الفلسطيني، كالمستشفى العربي التخصصي في مدينة نابلس حيث تقوم بتقديم الخدمات العلاجية والطبية المتطورة ضمن شبكة واسعة من أطباء اختصاصيين من ذوي الكفاءات العلمية. بالإضافة إلى الاستثمار في المستشفى الاستشاري العربي في ضاحية الريحان والذي يعد أضخم مستشفى في فلسطين بهدف العمل على تقديم خدمات طبية متخصصة عالية الجودة تتوافق مع أعلى المعايير العالمية وتوفر الخدمات الصحية بأحدث التقنيات للمرضى.

ومستشفى خالد الحسن لعلاج أمراض السرطان وزراعة النخاع، حيث أصدر الرئيس محمود عباس مرسوماً رئاسياً شكّل بموجبه "مؤسسة خالد الحسن لعلاج السرطان وزراعة النخاع" كمؤسسة غير ربحية، ومرسوماً رئاسياً آخر بتشكيل مجلس إدارة هذه المؤسسة يمثّل كبار المتبرعين.

ونص المرسوم على أن يتم استخدام العائدات من حصة المؤسسة من الخدمات التي سيقدمها المستشفى لتقديم أفضل الخدمة للمواطنين ولأغراض التطوير والاستدامة.

وقد قامت المؤسسة ومن خلال مجلس إدارتها وبموجب ذات المرسوم بتشكيل شركة متخصصة لمتابعة إنشاء وتشغيل مستشفى خالد الحسن بحيث تكون المؤسسة أحد أكبر المساهمين في هذه الشركة جنباً إلى جنب مع صندوق الاستثمار الفلسطيني والراغبين من المستثمرين من القطاع الخاص، والبناء على الخبرات والخدمات المتوفرة ضمن شبكة المشافي والمراكز الوطنية، حيث أقر مجلس الإدارة المباشرة بإنشاء المستشفى بحجم استثماري متوقع يصل إلى حوالي 100 مليون دولار أمريكي. 

وأخيراً، مستشفى ابن سينا التخصصي الذي يعتبر المستشفى التخصصي الأول في محافظة جنين. وسيشمل مستشفى ابن سينا أقسام الطوارئ، والقلب، ووحدة العناية المركزة، والجراحة، والأشعة، وجناح الولادة، وطب العيون، والمختبرات الطبية، والعيادات الخارجية. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المستشفى أواخر عام 2019.